Wednesday, 28 October 2015

Ahmed Raji's scholarly articles on 'Issues of Equity in Eritrea'- 2009


Ahmed Raji's scholarly articles on issues of equity in Eritrea:

 قوس القزح المفقود (1) مقالات مختارة عن العدالة الاجتماعية في ارتريا  بقلم :أحمد راجي عام ٢٠٠٩



The Lost Rainbow I:

http://web.archive.org/web/20091018120237/http:/www.awate.com/portal/content/view/5262/5/

The Lost Rainbow II:

http://web.archive.org/web/20091018175241/http:/www.awate.com/portal/content/view/5270/5/

The Lost Rainbow III:

http://web.archive.org/web/20090912011330/http:/www.awate.com/portal/content/view/5281/5/

-------------------------------
ترجمة قريبة من الاصل لتعميم الفائدة
والشكر للاخ ياسين محمد عبدالله للمساعدة  علي ترجمة المقالين

قوس القزح المفقود (1)
مقالات مختارة
بقلم :أحمد راجي

كان لدينا في يوم ما قوس قزح.  كانت ألوانه نابضة بالحياة وكان يغطي امتداد الأفق كله. وكانت الأمطار، في بلدتنا الصغيرة،  تهطل بغزارة، ثم تتوقف لتعاود الشمس السطوع  باستحياء محتجبة جزئياً خلف السحب. وكانت الشمس تغمز لنا نحن الأطفال، ويخيم وشاح من الألوان السحرية على السماء وتغمرنا نشوة كبيرة. كان ذلك منذ زمن بعيد. لقد مضى زمن طويل منذ آخر مرة رأت فيها بلدتنا قوس قزح. فبفضل أفران الطوب واحتراق الغابات وعوادم السيارات القديمة  التي غطت مدينتا بضباب من الدخان لم يعد ممكناً للأطفال أن يكون لهم قوس قزح ولا 
للكبار أن يشاهدوا النجوم.  

وقد أمر محافظ بلدتنا، واسع الحيلة دائماً، برسم قوس قزح على لوحة إعلانات ضخمة وتركيبها في الساحة التي كان يقام فيها مهرجان الحصاد السنوي وكان الأطفال منبهرين بها في البداية، ولكن سرعان ما بدأت اللوحة في التصدع وبهتت ألوانها تحت أشعة الشمس المحرقة وحينها أدرك الأطفال أنها لم تكن قوس قزح حقيقياً.
ماذا فعلنا بقوس قزحنا الحقيقي؟ ... وماذا تتطلب استعادته ؟

القضايا:
هل المسألة التي تواجه الذين يرغبون في التغيير في إريتريا تكمن في مجرد تغيير النظام الدكتاتوري أم إنها تضمن التعاطي مع مشكلات البنية اجتماعية؟ بمعني أخر هل بامكان الديمقراطية أن تحقق معالجات أساسية وحاسمة للمشكلات الإريترية المعاشة، أم هي ضرورية لإحداث تغييرات تتعلق بعلاقات المكونات الثقافية للمجتمع الإريتري ؟ وهل نظام الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة يمثل فئة معينة في المجتمع الإريتري؟ هل هو نظام قومية التغرينية أو (سكان المرتفعات) كما يقول علي سالم وآخرون؟ أم هو دكتاتورية محايدة بلا أية روابط مع عرق بعينه؟ وهل ينتهج النظام سياسة تهميش (إقصاء) متعمدة لغير الناطقين بالتغرينية من فئات المجتمع الإريتري؟ وهل هناك لا مساواة جوهرية بين المجموعات الإثنية واللغوية في إريتريا فيما يتعلق بصناعة القرار السياسي والاقتصادي الثقافي؟ بمعنى آخر هل التظلمات التي تعبر عنها فئات ثقافية معينة في مجتمعنا هي تظلمات مبررة ؟ وهل اللامساواة القائمة هي نتيجة سياسات متعمدة للنظام الحالي أم هي نتاج لعوامل بنيوية تاريخية، أم كليهما؟  وأيما كانت الأسباب هل يتسم الوضع الحالي بكونه مفيداً لفئات معينة ومجحفاً بحق فئات أخرى؟ وما هي تأثيرات التحركات السكانية الجارية (إعادة التوطين) التي تنفذها الحكومة الإريترية على السلام والعدالة والوفاق الوطني؟ وهل صحيح أن الجاليات الإريترية في المهجر تعيش واقع استقطاب ثقافي؟ إذا كان الأمر كذلك، لماذا؟

هذه بعض القضايا التي تبرزها مقالات ونقاشات عديدة في مواقع عواتي، أسمرينو، وفي المناقشات الدائرة في عدد من المواقع  باللغة العربية للإريتريين في المهجر( عونا، النهضة....الخ) وكذلك في غرف البالتوك والعديد من المنتديات. وأتمنى أن تستمر هذه الظاهرة الصحية وأن تستوعب عدداً أكبر حجماً وأكثر تنوعاً من الكتاب. كما أتمنى أن يركز المزيد من الطلاب والأكاديميين الإريتريين على هذه القضايا الحيوية في أبحاثهم العلمية. وأي كانت مواقفنا من هذه القضايا أتمنى إن أرى (وأنا أشعر أننا بدأنا نرى) مناقشات جادة ومركزة على البحث عن حلول ولا تتجاهل نصف الكأس الملئ -  ما يجمع بيننا كإريتريين، والمشكلات التي تمكنا من التغلب عليها، والأشياء التي أنجزناها في مسيرتنا التاريخية المضطربة.

قليل من الملاحظات، أمنيات:
علق صديق لي أن المسرح السياسي (في معسكر المعارضة) يتجه نحو مزيد من الاستقطاب على أسس دينية وثقافية وأننا أصبحنا وسط أرضية متقلصة.
أنا لست منزعجاً من بناء تحالفات قائمة على قضايا أو هموم مشتركة بين التنظيمات السياسية  (والتي قد تعبر أحياناً عن هوية ثقافية مشتركة)، أو آخرين يصنعون أرضية مشتركة للتعبير عن تظلمات لديهم ويقاتلون في سبيل ما يرونها حقوق مشتركة لهم. ليس هناك ما يدعو للانزعاج من مواقف الذين (أفراداً أو مجموعات) يطالبون بحقوقهم. هذا فضلاً عن أن من شأن مثل هذه الاصطفافات أن تساعد على توضيح وبلورة القضايا المعنية وتسهل التصدي لها. بالإضافة إلى ذلك نحن بحاجة إلى مؤسسات تعكس تعدد ثقافاتنا بما في ذلك منظمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني تتسم بالتنوع. ولكوني ميالاً للعمل في بيئة متنوعة ثقافياً فإنني أفضل التمسك بما يعرف بالاتجاه العام، المساحة المشتركة التي تجمعنا والتي اعتقد أنها كافية.
 إنني اتفق تماماً مع دعوة أمانئيل إلى التفاؤل.

هذا النقاش ليس لإثارة شعور جماعي بالذنب (ولا ينبغي أن يكون كذلك) أو التماس الأعذار بل هو ( ينبغي أن يكون) من أجل البحث عن الحقيقة. ومعرفة نقاط ضعفنا والاستماع إلى أولئك الذين يريدون التعبير عن تظلماتهم ومد يد العون لهم حينما يطالبون بحقوقهم.
من الطبيعي أن تكون النقاشات والحوارات المتعلقة بالشؤون الإريترية مشتركة في مختلف منتديات الإنترنت. وبينما تتسع مواقع إلكترونية قليلة، في الغالب تنشر كتابات باللغة الإنجليزية أو باللغات الثلاث (الإنجليزية، العربية والتغرينية) لكتاب إريتريين متنوعين يقدمون كتاباتهم لقراء غير متجانسين، نجد العديد من المواقع (ربما أغلبها) يقدمون كتاباتهم حصرياً لجمهور محدد. والكتابات التي تنشر في النوع الأخير من حين لآخر تبدو كأنها مناجاة  للذات وتكاد لاتصل إلى الذين من المفترض أنها تتوجه إليهم- مناقشات تبقى في عوالم إريترية متشابهة. هذا نقاش ليوم آخر ولكني أتمنى أن أرى إنه قد فتحت قنوات بين مختلف المحافل ، على سبيل المثال منتديات متكاملة باللغات الثلاث (الإنجليزية – التغرينية- العربية) بالتعاون بين عدد قليل من المواقع الإلكترونية حيث يتم تجميع و أو ترجمة المناقشات الأساسية.

والآن لنعود إلي القضية التي بين أيدينا.
هنا وفي ما سنشر لاحقاً سوف أحاول معالجة المسائل التالية:
*ما هي حقيقة التصدع أو الانشقاق الثقافي- الاجتماعي في مجتمعنا، مع إشارة خاصة إلى إريتريي المهجر؟
*هل هناك تفاوت كبير بين الناطقين بالتغرينية وغيرهم من الفئات في المجتمع الإريتري فيما يتعلق بالفرص الاقتصادية والسياسية والثقافية؟ وهل هناك من يعاني من الإقصاء من المكونات العرقية واللغوية والدينية للمجتمع الإريتري ؟ وما هو تأثير قضية اللغة، إذا كان موجوداً ( في السياسة والتطبيق) على مثل هذا الحراك؟
* هل هناك عدم تكافؤ بين أهل المرتفعات وأهل المنخفضات فيما يتعلق بحقوق الملكية والحصول على الأرض؟
التصدع
ما حقيقة التصدع الاجتماعي الثقافي في مجتمعنا؟
الاستقطاب في مجتمعنا وباستعارة تعبير محمد أحمد "التصدع القبيح" ، هو عدم التسليم بالواقع. وهذه حقيقة ظللنا نتجنبها لأمد طويل جداً. عندما سألت سيدة إريترية أسياس أفورقي في اجتماع عقده بواشنطن (1992/93 ) عن سبب الغياب اللافت للنظر للمسلمين في الاجتماعات التي تنظمها الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا والحكومة الإريترية، ألقى أفورقي خطبة عصماء مسيئة ثم غادر في نهايتها الاجتماع بشكل مفاجئ ( راجع فيديو أسمر ينو).  كم هو كبير وقبيح حجم  هذا التصدع الذي يشق المشهد السياسي والثقافي- الاجتماعي في إريتريا، على أي حال؟ في مقاله المشار إليه أعلاه وصف محمد احمد بصورة بليغة الحقيقة المؤسفة لمجتمع منقسم . ولا يسعني إلا أن أشير إلى مقاله (التصدع الكبير القبيح).

الدكتور قايم كبرآب وهو أحد الإريتريين القلائل الذين درسوا واقع المجتمعات الإريترية في كل من إريتريا والخارج. بعد اقتباس ملاحظة من تخلي ولدي ميكائل، أحد سكان مقاطعة أورانج في ولاية كاليفورنيا، عن هيمنة المسيحيين الناطقين بالتغرينية على نشاطات الجالية الإريترية في المقاطعة، يعلق دكتور قيم كبري آب قائلاً:

"هذا التعليق يستند إلى ملاحظات في مقاطعة محددة في كاليفورنيا. إن ملاحظة تخلي وواقع معظم الجاليات الإريترية في مختلف أنحاء العالم متطابق بشكل كبير ومثير للدهشة. الحقائق التي عشتها بشكل مباشر تمثل صورة مطابقة للواقع في مقاطعة أورانج، وهو واقع سائد في السويد ، المملكة المتحدة، ألمانيا، سويسرا، هولندا واستراليا. وعلى الرغم من إنه ليست لدي تجربة شخصية مباشرة في دول أخرى إلا أنني علمت أنها متشابهة في كل مكان، باستثناء السودان. كان المشاركون  في الاجتماع الكبير الذي نظمته الجالية الإريترية في ملبورن، استراليا ، في نوفمبر 1997م والذي حضرته،  كانوا حصرياً تقريباً من غير الناطقين بالتغرينية ( مسلمون). بعد حضور ذلك الاجتماع  من حق أي مراقب أجنبي أن يعتقد أن إريتريا يقطنها مسلمون فقط. وفي الحقيقة توجد في ملبورن جاليتان إريتريتان، ومع استثناءات قليلة فان كل الاجتماعات التي ينظمها الحزب الحاكم(الجبهة الشعبية للعدالة والديمقراطية) يشارك فيها حصرياً المسيحيون من المرتفعات، ولا ينكر هذه الحقيقة إلا الواهمون.[1]
التعليق أعلاه من كتاب دكتور قايم ( الانعكاسات الخطيرة لحرب التحرير الإريترية) الذي نشر عام 2008م، والذي اعتقد إنه واحد من أكثر الكتابات صراحة ودقة التي قرأت عن إريتريا. واعتقد إن هذا الكتاب يمكن يسهم مساهمة كبيرة في نقاشاتنا الوطنية وأتمنى أن يترجم إلى العربية والتغرينية لتعميم الفائدة.

وكذلك كتبت تريشيا ريدكر هيبر بعد متابعة قصص متفرقة عن الجاليات الإريترية في المهجر التعليق التالي:
بالإضافة إلى عزلتهم المتبادلة، تسكن المجموعتين الدينيتين الأساسيتين في إريتريا في دول مهجر مختلفة وهم يطورون أفكار متباينة عن مستقبل الدولة الإريترية وهويتها.
إذن فان التصدع حقيقة، وعلينا  أن نناقش الأمر بشكل علني بدلاً من إخفائه تحت السجاد. وكل ما أسرعنا بذلك كل ما كان ذلك أفضل. إن الحديث عن الخلافات القائمة لا يعني بذر بذور الفرقة، كما أن حواراتنا حول مشاكلنا لا تعني التحريض على الكراهية. إن النقاش الأمين للتحديات التي تواجه مجتمعنا هو الخطوة الأولى لبناء المستقبل الذي نتطلع إليه، الخطوة الأولى لاسترداد قوس قزحنا الحقيقي.

 [1] Gaim Kibreab. (2008). Critical Reflections on the Eritrean War of Independence: Social capital, 

associational life, religion, ethnicity and sowing seeds of dictatorship. Red Sea Press. (p. 401-402)

----------------------------------------------------------

                            

قوس القزح المفقود (2)
عواتي: مقالات مختارة
بقلم أحمد راجي 

في الجزء الأول من هذه السلسلة رأينا أن الانقسام الثقافي والاجتماعي في مجتمعنا خاصة (في المهجر) واضح تماماً. وبالعودة الى السؤال الذي طرحته في الجزء الأول حول قضية اللامساواة بين مختلف المكونات الاجتماعية والثقافية في إريتريا، وهو:

هل هناك عدم تكافؤ جوهري فيما يتعلق بالفرص(السياسية والاقتصادية والثقافية بين الناطقيين بالتغرينية وغيرهم من الفئات الاجتماعية الأخرى في المجتمع الإريتري؟  وهل تعاني أي من المكونات العرقية واللغوية أو الدينية من الإقصاء؟ وإذا كانت مثل هذه المعاناة موجودة فهل لمسألة اللغة ( سياسة وتطبيقاً) دوراً في ذلك ؟
الهدف من هذا السؤال الشامل هو التحقق من وجود لامساواة جوهرية في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة، من عدمه. وعلى سبيل المثال هناك عدة مؤشرات ضمنها مستويات الدخل، حالات المجاعة( والتي تعتمد بدورها على مستويات الدخل ومؤشرات اقتصادية واجتماعية أخرى) ، والحصول على فرص وأصول اقتصادية مختلفة (مثل الأرض، فرص العمل القروض..الخ) وكذلك فرص التعليم والتدريب.  وهذا ينطبق على أبعاد أخرى (سياسية وثقافية). وهناك نقطة أخرى يجب أن تؤخذ في الاعتبار وهي أن هذه الأبعاد لها تأثيرات متبادلة، لذلك لا أريد أن أضع إجابات لكل جوانب السؤال المطروح أعلاه خاصة في ظل واقع الإحصائيات المعروفة في إريتريا. وكما أشرت في الجزء الأول هذه أسئلة وقضايا ينبغي أن تكون موضع اهتمام الباحثين الإريتريين.

لذلك سوف أتناول في هذا القسم الموضوع من زاويتين مهمتين (متصلتان) وهما المشاركة في عملية وضع السياسة العامة وفرص التوظيف في القطاع العام في إريتريا الآن باعتبارهما نقطتين مركزيتين لفهم الوضع السائد فهذه المجالات لها انعكاساتهاعلى الجوانب الثلاثة (الاقتصاد، صناعة القرار السياسي، وصناعة القرار الثقافي) التي تتجلى فيها مظاهر اللامساواة. وسوف أتناول جوانب أخرى من المسألة في مقالاتي القادمة.
و سوف أتطرق في هذا المقال إلى السؤال التالي:

هل هناك عدم تكافؤ جوهري بين قومية التغرينية والفئات الأخرى من المجتمعع الإريتري فيما يتعلق :
1-المشاركة في عملية وضع السياسات العامة وصناعة القرار؟
2- الحصول على فرص التوظيف في المؤسسات والمرافق الحكومية؟
ليس من السهل الحصول على إحصائيات تتعلق بديمغرافية القوى العاملة بالمؤسسات الحكومية حيث تتبع الحكومة الإريترية سياسة السرية منذ فترة طويلة ولا تنشر أية إحصائيات باستثناء جداول محدودة تخص قطاع التعليم. الإ أنه من حسن الحظ أن هناك مؤشرات أخرى قوية تعوض عن هذا النقص وتقدم لنا أكثر مما نحتاج عن تركيبة الخدمة المدنية في إريتريا. فمن خلال إلقاء نظرة على قائمة المشاركين من الحكومة الإريترية في المؤتمرات وورش العمل والاستشارات وغيرها من الفعاليات المختلفة نجد قصة مثيرة.

صياغة السياسة في إريتريا.
في عام 2002م قام فريق من البنك الدولي بالاشتراك مع فريق فني من وزارة التربية الإريترية بمراجعة تحليلية لقطاع التعليم وعلى ضؤ النتائج والتوصيات المستخلصة من تلك المراجعة تم صياغة استراجية  التعليم في إريتريا . وفيما يلي مساهمات المسؤولين الإريتريين في تلك المراجعة حسب ما جاء في التقرير النهائي.
السيد عثمان صالح وزير التربية والتعليم— قدم موجهات حول استراتيجية قطاع التعليم. السيد تسفاميكائيل (مدير عام) قاد الفريق الفني لوزارة التربية والتعليم وتسلم المساهمات الرئيسة من السيد بيطروس هيلي ماريام( المدير العام؟؟؟) والسيدة عين ألم مارقوس، والسيد ابرهام تخلي (مدراء عامين بالتلفزيون الإريتري) كما قدمت مساهمات هامة من قبل الدكتور ولدآب يساك (رئيس جامعة اسمرا) وبراخي ولدميمانوت ( عميد كلية العلوم) وموظفين في جامعة أسمرا. وحسب علمنا هناك آخرون من وزارة التربية والتعليم الإريتري على مستوى المركز والأقاليم ساهموا في برامج التعليم والتدريب ، من بينهم محرت أيوب( مدير قسم إدارة المشروعات بوزارة التربية والتعليم في إريتريا) وهيلي سلاسي قلاتي، وأسياس مرهازيون، وهبتوم تسقاي، وهيلي الازار، وقرماويت نيقاسي، وسيلومي ايوب، وسلام ليبسي، ومسفن دستا، ومليتي تسفامئيكائيل، ومبراق هيلي، ومعشو قبرتنسئي، وعقباي هبتي يوهنس، وتيدروس سيوم، وتمسقن تكئي، وويني تسفاسيون، وزريسناي ابرها، وونيش سيوم، وتمنيت فسيهايي، و ولدو برهي، و كفلوم كداني.( موظفين بوزارة التربية والتعليم الإريترية), قبريزقي دمام (مدير قسم تعليم الكبار بوزارة التربية والتعليم) ومبرهتو قيلوجابر مدير معهد تدريب المعلمين في أسمرا، وهيلي مبرهتو (المكتب الاقليمي بعنسبا)،وقبري سلاسي نقاش (مكتب إقليم الجنوب/ يمان/ايدن /نبيات) مكتب إقليم شمال البحر الاحمر(مسفن تخلي مصوع)، مكتب التعليم التابع لإقليم كرن، ومكتب فرع دقيمحري(رقبي كفلي)، وقرماي قبري هوت من إدارة المكتب المركزي، يعقوب بيني، وأزييب نقاش من مكتب إقليم كرن، وأبرهت برهي من المكتب التابع لمنطقة أغردات، وتيدروس أبرهام من مكتب إحصائيات إقليم قاش - بركة ومكتب التعليم التابع لإقليم مصوع.[1]

وباستثناء وزير التربية ومسؤول آخر فإن كل الذين ساهموا في هذه المراحعة الهامة (عددهم يربو على الأربعين شخصاً) هم من الإثنية التغرينية. ولم تقتصر الهيمنة المطلقة تقريباً على المستوى المركزي والمناطق ذات الأغلبية التغرينية مثل الإقليم الجنوبي وأسمرا فحسب بل شملت المناطق التي يشكل فيها غير الناطقين بالتغرينية أغلبية السكان، وعلى الرغم من إنني أعرف أن من بين هؤلاء المسؤولين شخصيات مهنية بارزة تحظى بالاحترام وتقوم بواجبها المهني، ولكن هناك سؤال مهم يطرح نفسه وهو هل بإمكان سياسة تعليمية يتم تطويرها بهذه الطريقة أن تمثل التعدد الثقافي والاجتماعي في إريتريا؟ إننا جميعاً نتاج تجاربنا الخاصة المتأثرة ببئاتنا وخلفياتنا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية المتنوعة. ومن الطبيعي أن تتشكل نظرتنا إلى العالم إن لم نقل تتحدد وفق تأثيرات هذه الخلفيات المتنوعة. ومن الصعوبة بمكان أن نفرض تصوراتنا وقناعاتنا وميولنا الخاصة على كل ما نفعله أو نفكر فيه. ومن الصعوبة بمكان أن تمثل ساسة تعليمية تعدها فئة واحدة فقط مصالح وقيم وروى مكوناتنا المتنوعة.

وحالة قطاع التعليم ليست حالة معزولة، بل تعكس صورة مطابقة لكل هيئات القطاع العام في إريتريا، حيث كل المسؤولين الذين يضعون السياسات والاستراتيجيات والبرامج العملية لمختلف أقسام القطاع العام هم من الناطقين بالتغرينية تقريباً. خلال السنوات الأربعة عشر التي عملت فيها بإريتريا بعد الاستقلال عملت مع العشرات من المكاتب الحكومية وشاركت في العديد من ورش العمل، والمؤتمرات..ألخ  في مجال التعليم، والصحة، والزراعة، والمالية، والاتصالات، والأرض، والمياه، والبيئة، وسياسات التنمية بصفة عامة ولاحظت أن الأشخاص الذين يرسمون السياسات ويصممون البرامج في أي قطاع هم من الناطقين التغرينية بشكل ثابت. وبامكاني أن أقدم أمثلة من القطاعات الحكومية كافة، تقريباً. ويكفي أن نورد هنا بعضا من الأمثلة: وفيما يلي أسماء من العاملين في وزارة الصحة ومسؤولين آخرين من الذين ساهموا أو استشيروا في دراسة تتعلق بالبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا حسب إقرار واضعي تقرير تلك الدراسة.[2]

صالح مكي وزير الصحة، وبرهاني قبري تنسئي المدير العام للخدمات الصحية، ود.تولدي قبري مسقل رئيس البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا، ود.قيتئوم مبرهتو رئيس وقاية ومكافحة الأمراض، وأخرين بالبرنامج القومي لمكافحة الملاريا: محاري زرؤؤم، واسملاش قيقزيابهير، وسلمون منقستو ، يوهنس بين، هيلين فقادو، فيوري حقوس، زفان تسفاي، فساهيي سيلو في المكتب الرئيس للبرنامج القومي لمكافحة الملاريا، اندماريام  و. ميكائيل (منطقة شمال البحر الأحمر)، أفورقي أرأيا ، وفرزقي (قاش- بركة)، كيروس سرقي(عنسبا)، سلمون نقوسي، تخلي برهان،قرماي وريدل، ولملم(الجنوب)ملس ق/يسوس(وسط) وأسرات ق/لؤل (منطقة جنوب البحر الأحمر)، امبايي أسفها، فقري ماريام قلي ميكائيل وتادسي فسيهايي من قسم (نظام) مراقبة ومواجهة الأمراض المعدية. د.عندوم عقباماريام، شاشو ق/سلاسي، أزرا كداني،أمانئيل كفلي، وسامئيل قويتوم من قسم استعلامات الإدارة القومية للصحة...من مكتب الإرصاد للطيران المدني (السيد أسفاو، ايساك فسهي، حدقو كبري آب وتسهايي تسقي)  وزارة الزراعة: يماني ت. يوهنس، تخستي ولدي قبرئيل، يرقي ألم براخي(نظام الانذار المبكر من المجاعة) وقائمة أخرى من المشاركين في الدراسة تضم يماني يوهنس، كبروم طعوم، ترحاس ق.يوهنس سمير والماس من مكتب تقييم الإحصائيات ، وقبري ميكائيل حقوس، يوهنس ميكئيل وميكئيل أبرها من وزارة الأراضي والمياه والبيئة.

مثال آخر نجده في ورشة عمل عن الزراعة والأمن الغذائي في إريتريا عقدت عام 2006م وشارك فيها 185 إريترياً (وأجنبيين اثنين). وكان كل المشاركين في الورشة ما عدا 6 من الناطقين بالتغرينية أي بنسبة تزيد على %95. وهذا يشمل كل ممثلي رئاسة وزارة الزراعة، والـ 17  الذين كانوا يمثلون إقليم عنسبة سوى 2 والـ 16  الذين يمثلون القاش – بركة سوى 3 ، والـ 9 الذين يمثلون الإقليم الأوسط ما عدا 1 وكل الـ 5 الذين يمثلون  شمال البحر الأحمر ، والـ 16 الذين يمثلون وزارة الزراعة في الإقليم الجنوبي والـ 6 الذين يمثلون إقليم جنوب البحر الأحمر والقائمة أطول من أن تحصر في هذا المقال.[3] ومن الواضح ان الحديث هنا ليس عن مجرد الأغلبية او حتى الهيمنة بل الهيمنة المطلقة للناطقين بالتغرينية والغياب الكامل تقريباً لغير الناطقين بالتغرينية من العمل السياسي العام.

وقائمة أخري مثيرة للحيرة والاستغراب نجدها في وزارة الصحة.[4] في أواخر عام 2007م عقدت وزارة الصحة سلسلة من ورش العمل تعنى بنظام المعلومات في وزارة الصحة الإريترية، كانت اثنان من الورش على المستوى الوطني(القومي) وورشة واحدة لكل من الأقاليم الستة. وقد شارك وفي ورشة العمل القومية الأولى التي عقدت في 18 اكتوبر 2006م 40 من كبار المسؤولين والكادر الوسيط والمهنيين، ولم يكن أحد من بينهم من غير الناطقين بالتغرينية( واحد فقط يحمل اسم مسلم). وضمت الدفعة الثانية التي عقدت في 26 اكتوبر2006م 33 مسؤولاً من وزارة الصحة الإريترية لم يكن من بينهم مسلم واحد.

وتتضح الصورة أكثر بالقاء نظرة على قائمة اسماء المشاركين على المستوى الإقليمي. فكل المشاركين في ورشة العمل المركزية للأقاليم التي عقد في 8 نوفمبر 2006 من الناطقين بالتغرينية. وكان من بين المهنيين الـ 39 في المجال الصحي الذين  شاركو في ورشة عمل عنسبا(15 أغسطس 2006م) عدد قليل من غير الناطقين بالتغرينية ( بلين، تغري) ومن ضمنهم اسمين لمسلمين. ومن بين 55 مشاركاً في ورشة عمل الإقليم الجنوبي(25 نوفمبر 2006م) كان فقط اثنان من مسلمين. وضمت ورشة عمل القاش - بركة  57 مشاركاً  كان 8 منهم فقط من غير الناطقين بالتغرينية. ونحو11 فقط من51 مشاركاً في ورشة عمل شمال البحر الأحمر(نوفمبر 2006م) كانو من غير الناطقين بالتغرينية. والورشة الأخيرة من هذذه السلسلة كانت عقدت في عصب وضمت 38 مشاركاً من منطقة شمال البحر الأحمر 30 منهم من غير الناطقين بالتغرينية.

تساوي فرص التشغيل ؟
 الأمثلة المذكورة أعلاه لا توضح فقط الهيمنة الكاملة للناطقين بالتغرينية في عملية رسم السياسة في القطاع العام الإريتري ، بل تكشف أيضا حقيقة أخرى وهي أن الناطقين بالتغرينية هم الفئة الرئيسية والوحيدة تقريباً التي  تحتل المواقع المتقدمة والوسيطة في السلم الوظيفي في إريتريا. ولا ينحصر تميز الناطقين بالتغرينية في احتلال المواقع العليا والوسطى، بل في تتغلغلهم في مجمل طيف الخدمة المدنية.
من الذين يحصلون على فرص العمل؟
هنا مثال واحد.








   قائمة باسماء المشاركين في برنامج التحصين الموسع ضد الأمراض في  الفترة من 10/12/2000 الى 20/12/2000م .[5]
الرقم
الاسم
المنطقة
المهمة/ الوظيفة
1
د.قرمايلجام
عنسبا والوسطى
مشرف
2
تادسي فساهي
عنسبا و الوسطى
مشرف
3
شيشال هيلي
عنسبا والوسطى
مسؤل معاينة
4
زايد ولد قرقيس
عنسبا والوسطى
مسؤل معاينة
5
عافية سيد
عنسبا والوسطى
مسؤل معاينة
6
زودي هبتي
عنسبا والوسطى
مسؤل معاينة
7
ايلسا تسفاي
عنسبا والوسطى
مسؤل معاينة
8
لتيحواريات
عنسبا والوسطى
مسؤل معاينة
9
مقدلاويت تسادو
عنسبا والوسطى
مسؤل معاينة
10
زفان ابرها
عنسبا والوسطى
مسؤل معاينة
11
ابراهازيون حدقو
عنسبا والوسطى
مسؤل معاينة
12
اريام ولدو
عنسبا والوسطى
مسؤل معاينة
13
اماحزيون ت/مدهن
عنسبا والوسطى
مسؤل معاينة
14
ابرهام تسفا سلاسي
قاش بركة والجنوب
مسؤل معاينة
15
ادحنوم كداني
قاش بركة والجنوب
مسؤل معاينة
16
عايدة ق/ سلاسي
قاش بركة والجنوب
مسؤل معاينة
17
زودي ق/ مدهن
قاش بركة والجنوب
مسؤل معاينة
18
تسيقا تومبوسا
قاش بركة والجنوب
مسؤل معاينة
19
فريويني زرؤ
قاش بركة والجنوب
مسؤل معاينة
20
سيقني مناسي
قاش بركة والجنوب
مسؤل معاينة
21
محاري عقبي
قاش بركة والجنوب
مسؤل معاينة
22
حريتي استافانوس
قاش بركة والجنوب
مسؤل معاينة
23
هايمانوت ايساك
قاش برة والجنوب
مسؤل معاينة
24
حبرت زرؤ
قاش بركة والجنوب
مسؤل معاينة
25
اسكالو تسقاي
قاش بركة والجنوب
مسؤل معاينة
26
تخلاي استيفانوي
شمال وجنوب البحر الاحمر
مشرف
27
امبايي اسفها
شمال وجنوب البحر الاحمر
مشرف
28
يايش تولديمدهن
شمال وجنوب البحر الاحمر
مسؤل معاينة
29
دستاجنت هيلي
شمال وجنوب البحر الاحمر
مسؤل معاينة
30
تسفاماريام مبرهتو
شمال وجنوب البحر الاحمر
مسؤل معاينة
31
الازار محرت أب
شمال وجنوب البحر الاحمر
مسؤل معاينة
32
زدنقل جورجيوس
شمال وجنوب البحر الاحمر
مسؤل معاينة
33
قدي دباس
شمال وجنوب البحر الاحمر
مسؤل معاينة
34
زيد دبساي
شمال وجنوب البحر الاحمر
مسؤل معاينة
35
الماظ بيطروس
شمال وجنوب البحر الاحمر
مسؤل معاينة
36
بازيون ارأيا
شمال وجنوب البحر الاحمر
مسؤل معاينة
37
تخلي تسفاماريام
شمال وجنوب البحر الاحمر
مسؤل معاينة
38
محمد سعيد محمود
وزارة الصحة
مسجل بيانات
39
ازرا كداني
وزارة الصحة
مسجل بيانات
40
امانوئيل كفلي
وزارة الصحة
مسجل بيانات
41
اكليلو دانيئيل
وزارة الصحة
مسجل بيانات
 42                   لم لم تسفاي                       وزارة الصحة         مسجل
EPI= = برنامج التحصين (التطعيم)
المذكورين أعلاه هم عمال المسح الذين باشروا المعاينات (المقابلات) والإشراف عليها وتسجيل البيانات في مسح قومي شامل  للتحصين ضد الأمراض تم تنفيذه عام 2000م ، وبامكانك أن تراجع المناطق والقرى المشمولة في العينة للاقاليم الستة في الصفحات 18-20 من التقرير.
 عندما اطلعت على اسماء القرى التي شملها المسح، ثم  اسماء الذين أجرو المقابلات(كلهم من الناطقين بالتغرينية) كان السؤال الأول الذي تبادر إلى ذهني هو: يا ترى بأية لغة كانت تتم المقابلات؟
للاطلاع على مثال آخر راجع اسماء العدادين ( الإحصائيين) الـ 33 من مكتب الإحصاء القومي الذين تلقوا تدريباً في التحليل الديمغرافي عام2006م .[6]

إن الأمثلة المطروحة أعلاه تشير إلى أن الوظائف الدنيا والمؤقتة (مسؤولي المقابلات نموذجاً) يعين فيها الناطقون بالتغرينية بنسب غير متكافئة .  ليس أمراً غريباً للملمين بالأوضاع في إريتريا أن يجدوا أن سائقي السيارات والسكرتاريا والحراس قد تم جلبهم من أسمرا والمرتفعات الوسطى بصفة عامة للعمل في مختلف جهات البلاد.
وفي كل الحالات التي ذكرت في هذا المقال والعشرات من الحالات المماثلة التي لا يتسع المجال لذكرها هنا نجد أن عدم التكافؤ في التوظيف في القطاع العام والمشاركة في العملية السياسية بين الناطقين باللغة التغرينية والفئات الأخرى واضحة، ونلاحظ أن النسبة هي  10:1 لصالح الناطقين التغرينية ( حيث كان من المفترض أن تكون النسبة1:1) . وعندما بدأت في جمع البيانات لهذه المقالات قبل شهر لم أكن أتوقع أية مفاجأت لأنني كنت معتاداً على الوضع عندما كنت في إريتريا وكنت ملماً تماماً بواقع عدم التكافؤ الواضح في وظائف الخدمة المدنية، ولكن ما فاجـأني كان حدود هذا التفاوت.
                                                                             
                                                                              نواصل






[1] World Bank. (2002). Eritrea: Education and Training Sector Note. Report No. 24448-ERI.
[2] Source: Activity Report 144. Eritrea: Malaria Surveillance, Epidemic Preparedness, and Control Program Strengthening: http://pdf.usaid.gov/pdf_docs/PNADA688.pdf
[3] يمكنك أن تجد القائمة الكاملة في التقرير التالي:
 Innovative Agricultural Approaches of Promoting Food Security in Eritrea: Trends,
 Challenges and Opportunities for Growth. Proceedings of the Workshop of the Association of Eritreans in Agricultural Sciences (AEAS), 2-3 March 2006. Asmara, Eritrea. Publisher: Geographica Bernensia,Bern, 2007.
www.cde.unibe.ch/CDE/pdf/Innovative_AgricultureERI11.pdf التقرير متاح على الرابط:   
[4] Health Information System Assessment: Eritrea Report. Jan 2007. (See pages 56-65): http://www.who.int/healthmetrics/library/countries/hmn_eri_his_2007_en.pdf
[5] تقرير بعنوان Eritrea: EPI Coverage Survey Report. December 2000.:     وهو متاح على الرابط :
 www.unicef.org/evaldatabase/files/ERT_2000_800.pdf   والقائمة في ص 20 – 22.

[6] القائمة في ص 11 من تقرير : George Groenewold: Mission Report to UNFPA - Training course on: “Demographic Analysis and Development Context:Theory, Data, Methods and Software Applications. 7 November 2006.:
 والتقرير متاح على الرابط الإلكتروني:  www.nidi.knaw.nl/en/output/2006/nidi-2006-missionreport.pdf/

No comments:

Post a Comment