Tuesday, 24 February 2015

العنف الطائفي في أسمرا في عام 1946التى كانت قوة الدفاع السودانية (ق.د.س) طرفا فيها


 العنف الطائفي في أسمرا في عام 1946التى  كانت  قوة الدفاع السودانية (ق.د.س) طرفا فيها

لا يوجد غير واقعتين فقط عن حادثى اقتتال بين المسيحيين والمسلمين فى اسمرا, (لعب فيه الاثيوبيون دورا كبيرا بدعم من حزب الوحدة)  , الاول كان فى عام 1946م وكانت  قوة الدفاع السودانية  طرفا فيها والثانى كان فى عام 1950م (راجع هنا)   ان  قوات الدفاع السودانية  كانت جزءا  من جيش الامبراطورية البريطانية التي حاربت ضد الايطاليين في إريتريا. وتجدر الاشارة  بان هذه المذكرة تعنى بواقعة عام 1946م.

فى يوم 28 أغسطس 1946 في أسمرا، والذي كان أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك ، قام خمسة من افراد قوات الدفاع السوادانية الذين كانوا يلعبون القمار(حسب البلاغ)  قاموا بمعية خمسة ارتريين بمطاردة سلمية  لطفل من السكان المحليين اثر خطفه محصلة مبالغ تخصهم واحتمي إلى المنطقة المكتظة فى أسمرا. وبعد القبض على الطفل، بدأ جنود قوات الدفاع السودانبة بضربه, انتقاما، وقام حشد غاضب بالاساءة والتعدى على افراد (ق.د.س)   ، اصيب ثلاثة منهم  بجروح خطيرة. واستتب الامر بمجئ شرطة الإدارة العسكرية البريطانية  إلى المنطقة. 

ولكن بمجرد مغادرة الشرطة , بدأت عصابة شباب منظمة بمطاردة افراد (ق.د.س) بالبحث عنهم في الاماكن التي كانو يتواجدون فيها في المنطقة. لقد عاد هؤلاء الجنود الغاضبون إلى قاعدتهم في قلعة  بالديسيرا وبدأوا في التجهيز للانتقام لرفاقهم.  لقد غادرت  قوة فى حدود ال 70 فردا من  (ق.د.س)  مدجج  بالسلاح، بالآليات العسكرية، بما في ذلك المركبات المدرعة غادرت ثكناتها وتوجهت  إلى الحى المسيحي من أسمرة.  بمجرد  صولهم أسمر، انقسم الجنود إلى مجاميع  وبدأوا  بإطلاق النار على الجموع دون تمييز. ة
ووفقا لمسؤولى الادارة  العسكرية البريطانية
.قتل 40 من المسيحيين  في حين أصيب 64. وتوفى 2 واصيب  10 من المسلمين الارتريين

في الواقع كانت حادثة السرقة  تلك القشة التي قصمت ظهر البعير. وكانت الواقعة  تتويجا للعداء الذى زرعته اثيوبيا  بين المسيحيين والمسلمين. حيث سبتقها شهور من مظاهرات معادية للعرب, والمسلمين , والايطالين, والسودانيين. ومنذ تلك الحادثة، أصبحت إثيوبيا عدائية برعايتها أنشطة إرهابية ضد دعاة الاستقلال. وفي شهرى  يونيو ويوليو من نفس العام طردت الحكومة الإثيوبية من بلدها 275 عربيا وابعدت  92 ايطاليا الى ارتريا . وفى ابريل من نفس العام وقعت هجمات عنيفة ضد العرب في مصوع وكرن من قبل الشباب الذى ترعاه اثيوبيا. وفى  28 يوليو 1946 فضت الادارة العسكرية البريطانية فى اسمرا مظاهرة عنيفة معادية للعرب والمسلمين وتم القاء القبض على أربعة من قيادات العصابة. وأعقب ذلك أحداث الشغب. تم اشعال النيران على   المتاجر والممتلكات الخاصة بالعرب والمسلمين  واتجهت الغوغاء صوب السجن حيث اعتقل فيه زعماء العصابة الاربعة. إلا أنه مع تدخل (ق.د.س)   استتب الامن.

ونظرا للكثافة السكانية العالية في هذا الجزء من المدينة  كان عدد الضحايا المقدر من قبل سلطات الادارة العسكرية مثير للرييبة ويعتبرقليلا . وكان أكثر دلالة وفاة 3 جنود من (ق.د.س) ، واصابت 13 من جنودها بجروح خطيرة. وكان من الواضح أن الإصابات لم تكن نتيجة لتبادل إطلاق النار بين الغوغاء و(ق.د.س). ولم ينسب  التقرير الرسمي للادارة العسكرية البريطانية الى قوات حفظ السلام لديه انها قامت بإطلاق النار وتسببت في الوفيات. وباستبعاد الاطراف ، هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن الرصاص الذي أطلق على جنود قوات الدفاع السودانية مصدره ايدى مستأجرة من  اثيوبيا.

تم فى اليوم التالى (29 أغسطس) مراسم دفن موتى المسيحيين وكانت أكثرمناسبة اظهرت للعيان قوة اثيوبيا فى ارتريا حتى تلك اللحظة. النساء حاملات السياط كن يلعن النجس. قامت عناصر من الرعاع بحمل اللافتات المؤيدة لإثيوبية متوعدة بالانتقام. وكان القساوسة الأقباط متسربلين بالعلم الاثيوبى ,ذى الالوان الأخضر والأصفر والأحمر. تجمعوا جميعا في الأرض الأكثر اجلالا فى العقيدة القبطية، حرم  كنيسة سانت ماري. لقد قام الأبونا مرقس بتمجيد الموتى، واعتبر تضحياتهم عظيمة القدسية ، وذكر الجموع ان يقتفوا اثرهم ، والدفاع عن العقيدة  والأم إثيوبيا حتى الموت.

لكن على الرغم من الكلمة  الرنانة , موكب الجنازة بقيادة الابون  بقى سلميا والفضل يعود  جزئيا الى استعراض القوة العسكرية للادارة البريطانية يوم الدفن. وفي مقابل  الغضب الشعبي المتفجر، تم سحب قوات الدفاع السودانية من إريتريا وأعلن الحداد الرسمي في أسمرا. كما تم تفادي احتمال حدوث مزيد من العنف عندما نشرت جريدة ’ اخبار الاسبوع الارترية ’ قائمة المتبرعين لصندوق دعم أسر المتوفين. وكان معظم المساهمين من التجار المسلمين أو العرب، مما كان لها اثر مساعد فى تهدئة التوترات التي يكان يحاول قادة الوحدويين (اندنت) تأجيجها.

ولقد أصبح حادث قوات الدفاع السودانية  لعام 1946 حدثا  بارزا في التاريخ الاريتري / الاثيوبي الحديث. كما اصبح نقطة تحول في السياسة الإقليمية في السنوات اللاحقة. ولدي بروز التناقضات بين المسلمين والمسيحيين، بدأ العالم العربي باستخدام "اضطهاد المسلمين من قبل اثيوبيا" كذريعة للتدخل في المشاكل الداخلية لإريتريا. والقوى الاقليمية الاكثر تأثرا  من السلوك البريطاني في الصراع بين المسيحيين والمسلمين كانت الدول العربية، وخاصة السودان ومصر، والمملكة العربية السعودية. ولقد قامت الصحافة العربية  بتغطية واسعة لهوس الاضطهاد الخاص بمعاداة المسلمين والعرب
-------------
تم ترجمته من
Peasants and Nationalism
لكاتبه جوردان  جبر مدهن

No comments:

Post a Comment